فالحلال البَيِّن،
ما دل القرآن على حله أو أجمع المسلمون على أنه حلال؛ فهذا هو الحلال البَيِّن؛ وذلك
كالفواكه واللحوم، اللحوم المذكاة من الحيوانات المباحة، مباحة الأكل.
والحرام: مثل: الخمر، مثل:
الربا، ﴿وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ﴾ [البقرة: 275]، مثل الزنى، ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا﴾ [الإسراء: 32]، مثل: الغِيبة والنميمة،
وشهادة الزور. هذا حرام بَيِّن، ما يحتاج إلى بحث، بل دلت النصوص على أنه حرام، نص
الشارع على أنه حرام، أو أجمع العلماء على أنه حرام، والإجماع حُجة.
فما كان حلالاً
بَيِّنًا، فإنه يؤخذ. وما كان حرامًا بَيِّنًا فإنه يُترك. وما كان مشتبهًا، بأن
دل دليل على أنه حلال، ودل دليل آخَر على أنه حرام، صار مترددًا، تنازعت فيه
الأدلة، كثير من الناس لا يَعلم كيف يجمع بين الأدلة، يتوقف، حتى من العلماء، منهم
مَن لا يَعلم هل هذا حلال أم حرام؟ إنما يُدرِك هذا الراسخون في العلم؛ ولهذا قال
صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ».
فدل على: أنه لا يعلمهن
إلاَّ القليل من الناس، وهم الراسخون في العلم، الذين يجمعون بين الأدلة، ويرجحون
بين الأدلة، عندهم مَلَكة وعلم، هؤلاء هم القليل.
أما عامة الناس والمتعلمون والمتعالمون والمبتدئون، فما يَعلمون هذه الأمور، فالواجب ألاَّ يخوضوا فيها، وإلا فإنهم يُحلِّلون، ويُحرِّمون، ويوقعون الناس في البلايا والطوام!!