عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا
وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ
مَيْمُونَةَ، فَأُتِيَ بِضَبٍّ مَحْنُوذٍ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم بِيَدِهِ، فَقَالَ بَعْضُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ:
أَخْبِرُوا رَسُولَ اللهِ بِمَا يُرِيدُ أَنْ يَأْكُلَ!
فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ،
فَقُلْتُ: أَحَرَامٌ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لاَ، وَلَكِنَّهُ لَمْ
يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ».
قَالَ خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ فَأَكَلْتُهُ، وَالنَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ([1]).
قَالَ رضي الله عنه: المَحْنُوذُ: المَشْوِيُّ
بِالرَّصْفِ، وَهِيَ الحِجَارَةُ المُحْمَاةُ.
*****
و هذا الحديث
فيه: إباحة أكل لحم الضَّب وأنه من الصيد المباح؛ لأنه من الطيبات، ويتغذى
بالأعشاب والأشياء الطيبة، فلا يأكل القاذورات والأنجاس، فهو طيب وغذاؤه طيب، فهو
حلال.
ودخل النبي صلى الله
عليه وسلم هو وخالد بن الوليد رضي الله عنه على بيت ميمونة بنت الحارث زوج النبي
صلى الله عليه وسلم، وهي خالة لخالد بن الوليد، أخت أمه، وخالة لعبد الله بن عباس رضي
الله عنهما.
فقَدَّموا ضبًّا محنوذًا؛ يعني: مشويًّا، ومنه قوله تعالى: ﴿جَآءَ بِعِجۡلٍ حَنِيذٖ﴾ [هود: 69] الحنيذ، يعني: مشويًّا على الحجارة، الرَّصْف: يعني الحجارة.