عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ - وَأَهْوَى النُّعْمَانُ
بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ -: «إِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامَ
بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ،
فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي
الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ؛ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى،
يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ. ألاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألاَ وَإِنَّ
حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ.
ألاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ
صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، ألاَ
وَهِيَ الْقَلْبُ»([1]).
*****
هذا حديث عظيم من قواعد الإسلام؛ كما ذكر
العلماء! الرسول صلى الله عليه وسلم وَضَع فيه قاعدة للحلال والحرام، قاعدة عظيمة!
فهناك أربعة أحاديث
يقولون: هي القواعد في الإسلام:
أحدها: هذا الحديث.
الثاني: «ازْهَدْ فِيمَا
عِنْدَ النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ»([2]).
الثالث: «دَعْ مَا
يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ»([3]).
الرابع: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»([4]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (52)، ومسلم رقم (1599).