×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

نَظَمها بعض العلماء فقال:

عُمدة الدين عندنا كلمات ***أربع من كلام خير البريَّهْ

اتقِ الشبهات وازهد ***ودع ماليس يَعنيك واعملنَّ بنيَّهْ([1])

 

أربعة أحاديث عليها يدور الإسلام، هذا أحدها.

النعمان بن بشير بن سعد رضي الله عنهما، هو وأبوه صحابيان جليلان، رَوَى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبر أنه لم ينقله عن غيره، وإنما هو سَمِع الرسول مباشرة، تأكيدًا، وأشار إلى أذنيه أنه سمعه بأذنيه من الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم ينقله بالواسطة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ».

ثم ضَرَب صلى الله عليه وسلم مثلاً، فقال: «كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ...».

ثم قال صلى الله عليه وسلم: «ألاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، ألاَ وَهِيَ الْقَلْبُ».


الشرح

([1]) البيتان لأبي الحسن طاهر بن المُفَوَّز. انظر: رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (1/17)، والإعلام بفوائد عمدة الأحكام (1/154)، وعمدة القاري شرح صحيح البخاري رقم (1/22).