فإذا صادت ومات الصيد معها، أو بسبب صدمتها له
أو عضتها له، فإنه حلال، ﴿فَكُلُواْ مِمَّآ
أَمۡسَكۡنَ عَلَيۡكُمۡ﴾ [المائدة: 4]، فقوله ﴿عَلَيۡكُمۡ﴾، يعني: من أجلكم. فدل على: أنه لو صاد لنفسه
ليأكلها هو لا يحل؛ لأنه لم يَصِد لنا وإنما صاد لنفسه؛ كما سيأتي. ﴿مِمَّآ أَمۡسَكۡنَ عَلَيۡكُمۡ﴾ [المائدة: 4]، بهذا الشرط. وهذا
بسبب التعليم، كونه يصيد لصاحبه بسبب التعليم والتدريب، هذا في الجارحة.
وكذلك الطير؛ الصقور
والصدر والشاهين والبازي، الجوارح من الطير، أيضًا يصاد بها. فإذا صادت ومات الصيد
بضربتها له بمِخلبها، فإنها تحل، الصيد يَحل بشرط أن يُذكر اسم الله عند إرسال
الجارحة، عندما يَنظر الصيد، ويُطلِق الطير عليه، الطير يضرب الصيد فيقتله، يصير
حلالاً لصاحبه.
والطير لا يُعَلَّم،
لا يَقبل التعليم، إنما هذا في الكلاب: ﴿مُكَلِّبِينَ﴾ [المائدة: 4]؛ يعني: متخذين
للكلاب، التعليم إنما هو للكلاب. أما الطير فهو لا يَقبل التعليم، لكن الله ألهمه
أنه يصيد لصاحبه، من الإلهام. فهذا إذا ذَكَر اسم الله عليه عند الإرسال، فإنه
يأكل: ﴿فَكُلُواْ مِمَّآ أَمۡسَكۡنَ عَلَيۡكُمۡ وَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ
عَلَيۡهِۖ﴾ [المائدة: 4].
أما إذا كان الكلب
غير مُعَلَّم؛ يعني: غير مُدرَّب، فإنه لا يَحل ما صاده، إلاَّ إذا أدركه وهو حي،
فإنه يذكيه ويأكله. أما إذا أدركه وهو ميت، وصائده غير مُعَلَّم، فهو حرام.
«بِكَلْبِكَ
الْمُعَلَّمِ» المُعَلَّم هذا شرط.
والشرط الثاني: ذَكرت اسم الله عليه. متى؟ عند الإرسال.