×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

على المسلم أن يتحرى فيها، وأن يتوثق من حِلها؛ حتى لا يأكل حرامًا أو مشتبهًا فيه.

سأله عن ثلاث مسائل:

المسألة الأولى: إذا أَرْسَل كلبه المُعلَّم - يعني: المُدرَّب على الصيد - وذَكَر اسم الله عليه عند الإرسال -بأن قال: «باسم الله»-، فهل يأكل ما صاده، وإن قَتَل الجارح الصيد؟

فقال صلى الله عليه وسلم: «وَإِنْ قَتَلْنَ، مَا لَمْ يَشْرَكْهَا كَلْبٌ لَيْسَ مِنْهَا».

فيكون إرسال الجارح المُعلَّم مع ذكر اسم الله عليه وقَتْله للصيد؛ بمثابة الذكاة، والله جل وعلا يقول: ﴿وَمَا عَلَّمۡتُم مِّنَ ٱلۡجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ ٱللَّهُۖ فَكُلُواْ مِمَّآ أَمۡسَكۡنَ عَلَيۡكُمۡ وَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهِۖ [المائدة: 4].

بهذين الشرطين:

أن يُرْسِل الكلب المُعلَّم إلى الصيد.

وأن يَذكر اسم الله عليه.

فما صاده إن أدركه مقتولاً بالصيد فهو حلال، وإن أدركه حيًّا فإنه لابد أن يذكيه - كما سبق -؛ لأنه تمكن منه وهو حي، فلابد من تذكيته. هذه مسألة.

المسألة الثانية: إلاَّ إذا وَجَد مع كلبه كلبًا آخر. إذا وَجَد مع كلبه كلبًا آخر، فإنه لا يأكل؛ خَشية أن يكون الذي صاده هو الكلب الآخَر الذي لم يُرْسِله ولم يَذكر اسم الله عليه، فيُغَلِّب جانب الحظر؛ لأن هذا محتمل أنه حلال إن كان صاده جارحه، وأنه حرام إذا صاده غيره.


الشرح