×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 ويَشتم ويَسب؛ لأنه ما عنده عقل يحجزه ويمنعه من التصرفات السيئة، حتى ربما فَعَل الفواحش ووقع على المحارم لأنه لا عقل له!!

فهي أُم الخبائث، الخمر هي أُم الخبائث كما في الحديث([1])، وقد لَعَن النبي صلى الله عليه وسلم الخمر، وشاربها، وساقيها، وعاصرها، ومعتصرها، وبائعها، وآكل ثمنها، وحاملها، والمحمولة إليه([2])، لَعَن فيها تسعة؛ مَن استعملها ومَن تعاون معه، مما يدل على شناعتها وقبحها.

وحتى لو سُميت بغير اسم الخمر، العبرة ليست بالأسماء، العبرة بالحقائق، لو سُميت بـ«الويسكي»، أو «الشراب الرُّوحي»، أو غير ذلك، فهذا لا يُخرجها عن أنها خبيثة وأنها خمر؛ لأن الأسماء لا تُغَيِّر الحقائق.

وفي هذا الحديث: دليل على أن الخمر مأخوذ مما خامر العقل؛ يعني: غطاه. وكل ما يُغَطِّي العقل فإنه خمر، من أي مادة كانت.

وذِكر هذه الخمسة ليس من باب الحصر، وإنما هو من باب ذكر ما كانت تُصنع منه بالمدينة، فلو صُنعت من غيرها فإنها تكون خمرًا؛ لأن المدار على ما خامر العقل؛ يعني: ما أَسكر. في لفظ آخر: «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ»([3]).


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (6721)، ومسلم رقم (1649).

([2]) أخرجه: مسلم رقم (1649).

([3]) أخرجه: أبو داود رقم (3681)، والترمذي رقم (1865)، والنسائي رقم (5607)، وابن ماجه رقم (3392).