عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: «مَا
رَأَيْتُ مِنْ ذِي لِمَّةٍ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى
الله عليه وسلم !! لَهُ شَعَرٌ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ، بَعِيدُ مَا بَيْنَ
الْمَنْكِبَيْنِ، لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلاَ بِالطَّوِيلِ»([1]).
*****
هذا الحديث فيه: شيء من أوصاف رسول
الله صلى الله عليه وسلم في جسمه وفي ملابسه صلى الله عليه وسلم؛ من أجل الاقتداء
به في ذلك!!
ففي لباسه: عليه حُلة حمراء، و«الحُلة»
هي اللباس المكون من الإزار والرداء، هذه تسمى حُلة.
وقوله رضي الله عنه:
«حَمْرَاءَ»، يتعارض مع ما سيأتي من النهي عن اللباس الأحمر! فما الجمع
بين الحديثين؟
الجمع: أنها حمراء، يعني:
غير خالصة، فيها ألوان غير الحمرة. فإذا كان اللباس مثل شُمُغكم([2]) هذه، فيها أحمر
وأبيض، ليس بأحمر خالص، فلا بأس.
أما إذا كان أحمر
خالصًا، فهذا لا يجوز للرجال.
فقوله: «في حُلَّةٍ
حَمْرَاءَ»؛ يعني: أنها فيها حمرة وليست خالصة، بدليل الحديث في النهي عن
المياثر الحمر؛ كما سيأتي.
قوله: «ذِي لِمَّةٍ»، اللِّمة: هي شعر الرأس يصل إلى المَنكِبين. هذه هي اللمة([3]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3551)، ومسلم رقم (2337) واللفظ له.