×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: «مَا رَأَيْتُ مِنْ ذِي لِمَّةٍ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم !! لَهُ شَعَرٌ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ، بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلاَ بِالطَّوِيلِ»([1]).

*****

هذا الحديث فيه: شيء من أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم في جسمه وفي ملابسه صلى الله عليه وسلم؛ من أجل الاقتداء به في ذلك!!

ففي لباسه: عليه حُلة حمراء، و«الحُلة» هي اللباس المكون من الإزار والرداء، هذه تسمى حُلة.

وقوله رضي الله عنه: «حَمْرَاءَ»، يتعارض مع ما سيأتي من النهي عن اللباس الأحمر! فما الجمع بين الحديثين؟

الجمع: أنها حمراء، يعني: غير خالصة، فيها ألوان غير الحمرة. فإذا كان اللباس مثل شُمُغكم([2]) هذه، فيها أحمر وأبيض، ليس بأحمر خالص، فلا بأس.

أما إذا كان أحمر خالصًا، فهذا لا يجوز للرجال.

فقوله: «في حُلَّةٍ حَمْرَاءَ»؛ يعني: أنها فيها حمرة وليست خالصة، بدليل الحديث في النهي عن المياثر الحمر؛ كما سيأتي.

قوله: «ذِي لِمَّةٍ»، اللِّمة: هي شعر الرأس يصل إلى المَنكِبين. هذه هي اللمة([3]).


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (3551)، ومسلم رقم (2337) واللفظ له.

([2]) جمع شماغ، وهو غطاء للرأس للرجال، يُلبس في دول الخليج العربي، لونه أحمر مختلط بالأبيض؛ فهو ليس أحمر خالصًا.

([3]) قال ابن منظور: «اللِّمة من شعر الرأس: دون الجُمة. سُميت بذلك لأنها ألمت بالمَنكِبين، فإذا زادت فهي الجُمة). انظر: الصحاح (5/ 2032)، ومقاييس اللغة (5/ 198)، والمُخصَّص (1/ 78)، ولسان العرب (12/ 551).