×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

فدل على: أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يغذي شعر رأسه، ويعتني به، ويُرَجِّله ويَدهنه صلى الله عليه وسلم؛ لأجل ألاَّ يكون أشعث أو مُغبرًّا. هذا من باب التجمل في الهيئة.

فمَن اقتدى بالرسول صلى الله عليه وسلم، وغذى شعر رأسه على الصفة الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا سُنة.

ولهذا يقول الإمام أحمد: «إنَّ هذا سُنة، ولو نَقدر عليه فعلناه، لكن له مؤونة»، له مؤونة، يحتاج إلى عناية ويحتاج إلى متابعة.

ومن أراد أن يقتدي بالرسول في صفة شعر رأسه، فليفعل.

لا على الصفة التي يستعملها الناس والكفار والشباب الجاهل، من اتخاذ الشعور على غير صفة شعر الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا تَشَبُّه، ولا يجوز.

ليس كل مَن غذى رأسه نقول: لا، الذي يغذي رأسه على الصفة الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا يجوز. أما تغذية الرأس والشعور على صفات غير سُنية، فهذا لا يجوز.

وكانت لِمته صلى الله عليه وسلم تضرب إلى مَنكِبيه، وكان بعيد المنكبين صلى الله عليه وسلم.وكان صلى الله عليه وسلم ليس بالقصير ولا بالطويل؛ يعني: رَبْعة من الرجال؛ لأن هذا أجمل ما يكون! أن يكون الإنسان بين الطويل والقصير، فلا يكون قصيرًا فقط أو طويلاً فقط، وإنما يكون بين هذين. هذه صفة جسم الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا ليس للإنسان فيه حيلة، الإنسان ليس هو الذي يُكَوِّن حجمه ويصير بين القصير والطويل لا،هذه خلقة الله جل وعلا. لكن هذا دليل: على مظهر الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن الله اختار له هذه الخلقة الحسنة صلى الله عليه وسلم.


الشرح