×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

الثالث: «وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ»، العُطاس: هواء يَخرج من طريق الأنف، هواء يكون في البدن فيَخرج عن طريق الأنف. وفي ذلك مصلحة للبدن؛ لأنه يُخرج الهواء الذي كان مختزنًا فيه، فيحصل للعاطس ارتياح بعد العُطاس، فهذا نعمة من الله عز وجل.

فالعاطس يحمد الله، فيقول: «الحمد لله»، فإذا قال: «الحمد لله»، فإن مَن سمعه يشمته بأن يقول: «يرحمك الله»، ثم يَرد هو ويقول: «يَهديكم الله ويُصلح بالكم»([1])، هذا هو التشميت، وأصله بالسين: التسميت، من السمت، يدعو له بحُسْن السمت، ثم تشكلت السين فصارت شينًا، هذا معناه: الدعاء له بحُسْن السمت([2]).

وهذا مربوط بشرط وهو أن يحمد العاطس الله. فإن لم يحمد الله، فلا يُشَمَّت، ففي الحديث الآخَر: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتُوهُ، فَإِنْ لَمْ يَحْمَدِ اللهَ فَلاَ تُشَمِّتُوهُ»([3])، بهذا القيد.

وأما الكافر إذا عَطَس فلا يُشَمَّت، لا يُدعى له بالرحمة، بل يقال: «يهديكم الله»، وكان اليهود يعطسون عند الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل أن يقول لهم: يرحمكم الله، فكان صلى الله عليه وسلم يقول: «يَهْديِكُمُ اللهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمَ»([4]).


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (6224).

([2]) انظر: العين (7/ 40)، وتهذيب اللغة (12/ 270)، والصحاح (1/ 254)، ولسان العرب (2/ 46).

([3]) أخرجه: مسلم رقم (2992).

([4]) أخرجه: أبو داود رقم (5038)، والترمذي رقم (2739)، وأحمد رقم (19586).