فإن كان في الاحتفال
منكر -كما هو الكثير الآن في مناسبات الزواج- فإن كنت تَقدر على إزالته وجب عليك
الحضور. وإن كنت لا تَقدر، فإنه لا يجوز لك الحضور. أما إذا كان ليس فيه منكر، فمن
حق أخيك أن تجيبه؛ لأنك إذا لم تجبه يحصل له انكسار نفس، وربما أنه يخاف أنك قد
هجرته أو لاحظت عليه شيئًا، فيكون في نفسه شيء!
لأجل إزالة ما في
النفس تَحضر، ما لم يكن عليك ضرر، أو يكون في الدعوة منكر ولا تَقدر على إزالته.
السابع: «وَإِفْشَاءِ
السَّلاَمِ»، والإفشاء معناه: النشر، نشر السلام؛ بأن إذا التقى
المسلمان يُسَلِّم أحدهما على الآخر، بأن يقول: «السلام عليكم»، ويَرُد الآخَر
فيقول: «وعليكم السلام»، قال جل وعلا: ﴿وَإِذَا
حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٖ فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ أَوۡ رُدُّوهَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ
عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَسِيبًا﴾ [النساء: 86].
والابتداء بالسلام: سُنة مُؤكَّدة،
ورَدُّ السلام: واجب.
والسلام معناه: الدعاء بالسلامة.
أو: هو اسم من أسماء الله تعالى، تقول: «السلام عليك». يعني: عليك اسم الله، بمعنى
أن الله يحفظك ويحوطك بعنايته. أو: هو دعاء بالسلامة للمُسَلَّم عليه.
وإفشاء السلام يترتب عليه زوال ما في النفوس، ويترتب عليه زرع المحبة في القلوب، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمُ»([1])، والسلام لا يكلفك وقتًا ولا مالاً.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (54).