قوله: «ثُمَّ قَالَ:
«وَاللهِ لاَ أَلْبَسُهُ أَبَدًا» فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ»، هذا
فيه: الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، المبادرة بالاقتداء، نبذوه في الحال،
ما قال أحد منهم: «أصبر لما أروح». لا، في الحال نبذوه.
فهذا فيه: المبادرة
بالامتثال، حينما يسمع المسلم النهي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه يبادر
بالامتثال، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن
يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ
فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا﴾ [الأحزاب: 36].
قوله: «جَعَلَهُ فِي
يَدِهِ الْيُمْنَى»، هذا الذي ذكرنا من مسألة لُبْس الخاتم المباح، أنه يجوز
أن يلبسه في اليمنى أو في اليسرى، لكن إذا كان الناس اعتادوا أنهم يلبسونه في
اليمنى، يلبس مثلهم. وإذا اعتادوا أنهم يلبسونه في اليسرى، يلبس مثلهم، ولا
يخالفهم ويصير محل انتقاد واستغراب.