×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ؛ فَإِنَّهُ مَنْ لَبِسَهُ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ»([1]).

*****

ءَابَآءَنَا [الأعراف: 28] الاستدلال بفعل الآباء والأجداد من غير دليل، هذا مردود، إذا كان فِعل الآباء والأجداد يخالف الدليل فإنه مردود.

ثم أعظموا الفِرية فقالوا: ﴿وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ، [الأعراف: 28] كَذَبوا على الله سبحانه وتعالى بأن الله أَمَرهم أن يكشفوا عوراتهم عند الطواف، هذا من القول على الله والكذب على الله، هذا أشد.

﴿قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ [الأعراف: 28] هذا يدل: على أن كشف العورة فحشاء؛ يعني: متناهٍ في القبح، الفاحش: هو المتناهي في القبح. وكَشْف العورة قبيح متناهٍ في القبح وفاحشة.

والمتمدنون اليوم والمستغربون ينادون بكشف عَوْرات النساء والسفور، وخلع الحشمة!! هذا مِثل فعل الجاهلية - والعياذ بالله -، ويعتبرون هذا من الرقي، وأن الحجاب تأخر ورجعية، وتقاليد بالية - كما يقولون -... إلى آخر ما يهذون به! فما أشبهَ الليلةَ بالبارحة! نسأل الله العافية! يعتبرون العُرْي وكَشْف العورة من التقدم، وأن ستره من الرجعية والتقاليد البالية... وما أشبه ذلك، نسأل الله العافية!

الحرير: هو القماش المصنوع من خيوط دودة القَز، هناك دودة أو ما يسمى بالسروة يُنتج خيوطًا ناعمة، لها لون جذاب، ويحيكها حول نفسه، يحيك هذه الخيوط حول نفسه كالمسكن له ولفراخه،


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (5834)، ومسلم رقم (2069) واللفظ له.