×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 فيأخذون هذه الخيوط ويجمعونها، وينسجون منها الحرير الناعم الجيد.

فهو مأخوذ من دودة القَز، وهذا من قدرة الله عز وجل ! أن هذا المخلوق الضعيف يُنتِج هذا الإنتاج الجميل الطيب! كما أن النحل يُنتج أطيب الأشربة وهو العسل، هذا من قدرة الله جل وعلا !

فهذا الحرير، الحرير يباح للنساء؛ كما يباح لهن التحلي بالذهب. أما الرجال، فيَحرم عليهم التحلي بالذهب ويَحرم عليهم لُبْس الحرير.

فالحرير والذهب حلال للنساء حرام على الذكور بنص الحديث الصحيح، جاء صلى الله عليه وسلم ومعه حريرة ومعه ذهب، وقال لأصحابه: «إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي، حِلٌّ لِإِنَاثِهِمْ»([1]).

فلا يجوز للرجل أن يلبس الحرير الخالص، الحرير الخالص حرام على الرجل، سواء لَبِسه ثوبًا كاملاً أو لبس شيئًا منه؛ كالفانلة والشراب وغطاء الرأس، ما صُنِع من الحرير الخالص أو نُسِج من الحرير الخالص؛ فهو حرام على الرجال، على الذكور.

حتى الصغار، ليس على الرجال فقط، على الذكور عمومًا، يَحرم على الصغير ما يَحرم على الكبير، لكن الصغير يخاطب وليه، والكبير يُخاطَب هو.

وذلك لأجل - والله أعلم - منع الميوعة، الرجل خلقه الله ليكون قويًّا، لا ليكون فيه رقة وميوعة. أما المرأة فهي في حاجة إلى هذا؛


الشرح

([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4057)، وابن ماجه رقم (3595)، والبزار رقم (4836)، والبيهقي في «الشعب» رقم (5681).