×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

فالأصل في الخطاب العموم إلاَّ ما دل الدليل على تخصيصه، وهنا جاء التخصيص، فقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ»، هذا خطاب للرجال، «فَإِنَّهُ مَنْ لَبِسَهُ فِي الدُّنْيَا، لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ»، بَيَّن العقوبة، لما نَهَى عنه بَيَّن عقوبة مَن خالف هذا النهي ولبس الحرير ماذا تكون عقوبته؟ أنه لا يلبسه في الآخرة؛ يعني: في الجنة؛ لأن لباس أهل الجنة حرير؛ كما في القرآن: ﴿وَلِبَاسُهُمۡ فِيهَا حَرِيرٞ [فاطر: 33]، فيُحْرَم من هذا اللباس في الجنة، حتى ولو دخل الجنة فإنه يُحْرَم منه؛ لأنه «مَن تَعَجَّل شيئًا قبل أوانه، عوقب بحرمانه»؛ كما هي القاعدة، فهذه عقوبة رادعة.

كما أن مَن شرب الخمر في الدنيا، لم يشربها في الآخرة؛ لأن مِن شراب الجنة الخمر، الخمر النزيه، الخمر المفيد، الخمر الطيب، ما هو بالخمر الخبيث! يعني: يشربون من الخمر الطيب المفيد اللذيذ، الذي ليس له عاقبة سيئة، هذا خمر الجنة، يخالف خمر الدنيا، وإن اشترك معه في الاسم. مَن شَرِب الخمر الخبيثة في الدنيا، يُحْرَم من الخمر الطيبة في الجنة يوم القيامة عقوبةً له.


الشرح