«وَاعْلَمُوا
أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ»، بمعنى - والله أعلم -: أن
هذا يؤدي إلى الجنة، وأن الذي يطلب الجنة يصبر على ظلال السيوف ولا يرهب منها؛
لأنه يسير إلى خير: إن قُتِل فهو شهيد، وإن سَلِم فهو غانم مجاهد في سبيل الله: ﴿قُلۡ هَلۡ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلَّآ إِحۡدَى ٱلۡحُسۡنَيَيۡنِۖ﴾ [التوبة: 52]؛ الحسنيان:
إما الشهادة وإما النصر، لكن هذا يحتاج إلى صبر.
ثم إنه صلى الله
عليه وسلم دعا. فهذا فيه: دليل على أن المسلمين لا يتكلون على قوتهم
وكثرتهم، وإنما يلجئون إلى الله عز وجل ويدعونه.
فليس المدار على
الكثرة، المدار على الإيمان والصدق: ﴿كَم
مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ [البقرة: 249]، ﴿وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ
عَنكُمۡ شَيۡٔٗا وَضَاقَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّيۡتُم
مُّدۡبِرِينَ﴾ [التوبة: 25]. فلا يُعْجَب الإنسان بالكثرة أو بالقوة، بل يلجأ
إلى الله ويدعو الله.
وكان صلى الله عليه
وسلم يُكثر الدعاء عند القتال؛ كما دعا في بدر([1])، وفي هذه الوقعة
دعا صلى الله عليه وسلم.
فهذا فيه: أن المسلمين لا يتكلون على قوتهم وعددهم، وإنما يلجئون إلى الله في طلب النصر: ﴿إِن يَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمۡۖ وَإِن يَخۡذُلۡكُمۡ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ﴾ [آل عمران: 160]، النصر بيد الله سبحانه وتعالى، لكن السلاح والرجال هذه أسباب.
([1]) كما في الحديث الذي أخرجه: مسلم رقم (1763).