×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

وفي الحديث التوسل بأسماء الله وصفاته:

«اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ»: وهو القرآن العظيم، أو جميع الكتب السماوية؛ لهداية الناس.

«وَمُجْرِيَ السَّحَابِ»، السحاب: لأن السحاب هذا من عجائب قدرة الله، يسوقه حيث يشاء، ويأمره ويمنعه!! السحابة تأتي محملة بالماء ولا ينزل منها قطرة، وتذهب إلى بلاد أخرى فتُنزل ماءها فيها؛ لأن الله أمرها بذلك، وهو الذي يجريها سبحانه وتعالى ! وليست الطبيعة - كما يقولون -! لو كانت الطبيعة، لصارت الأرض كلها سواء، لكن كون المطر يُصرف من بلد إلى بلد، ومن أرض إلى أرض، هذا دليل على أنه بيد الله سبحانه وتعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ مِنۢ بَعۡدِ مَا قَنَطُواْ [الشورى: 28] فالذي يُجري السحاب هو الله جل وعلا.

«وَهَازِمَ الأَحْزَابِ»؛ يعني: الكفار الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهزمهم الله؛ كما في وقعة الأحزاب. فهذا تَوَسُّل بأسماء الله وصفاته سبحانه وتعالى.


الشرح