×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا. وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا. وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ الْغَدْوَةُ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا»([1]).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «انْتَدَبَ اللهُ - وَلِمُسْلِمٍ: تَضَمَّنَ اللهُ - لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لاَ يُخْرِجُهُ إلاَّ جِهَادٌ فِي سَبِيلِي وَإِيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي، فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ: أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أَرْجِعَهُ إلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، نَائِلاً مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ»([2]).

*****

في هذين الحديثين: الحث على الجهاد في سبيل الله عز وجل، وبيان ما فيه من الأجر العظيم، القليل من هذا الأجر لا تعادله الدنيا بكمالها، من أولها إلى آخرها، القليل، فكيف بالكثير من الأجر؟!

فهذا دليل: على فضل الجهاد في سبيل الله. وما كل مَن قاتل يكون مجاهدًا في سبيل الله، لابد من ضابطين للجهاد في سبيل الله:

الأول: أن يكون الجهاد تحت راية وقيادة مسلمة؛ لأنه من صلاحيات ولي الأمر. فإذا جَنَّد الجنود وعَقَد الرايات، فإنه حينئذٍ يكون هذا من الجهاد في سبيل الله تحت رايةٍ مسلمة، يعقدها ولي أمر المسلمين.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (2892)، ومسلم رقم (1881).

([2]) أخرجه: البخاري رقم (36)، ومسلم رقم (1876).