×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

لا أن كل واحد يأخذ سلاحه ويَقتل من غير ضوابط، أو يأخذ قنابله ويُفَجِّر، هذا تخريب وليس جهادًا، وهذا يجر شرًّا على المسلمين، ولا يجر عليهم خيرًا أبدًا! وهذا يتخذه الأعداء حُجة على الإسلام؛ أن الإسلام دين سفك دماء وفوضى، وأنه إرهابي، وأنه وأنه...!!

فكم جَرَّت تصرفات بعض الجهال والمخدوعين والمغرر بهم! كم جَرَّت هذه الأمور عليهم وعلى المسلمين من شرور! لا يَزال المسلمون يعانون منها! والكفار يتفكهون بذلك، على أن الإسلام دين دموي ودين تخريب، فيجب التفطن لهذا. هذا واحد.

الثاني: أن يُخْلِص المجاهد في سبيل الله النية لله، ولا يكون قصده إظهار الشجاعة، أو قصده الحَمِية، أو قصده المال، تكون نيته لإعلاء كلمة الله.

سُئِل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حَمِية، ويقاتل من أجل المغنم، أي ذلك في سبيل الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل »([1]).

فإذا صَلَحت نيته وقصده لإعلاء كلمة الله - لا لشيء آخر - فهذا في سبيل الله عز وجل.

وهذا الحديث - الحديث الأول - فيه ثلاث مسائل:

الأولى: «رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا»، الرباط: هو ملازمة الحدود التي بين المسلمين وبين أعدائهم.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (123)، ومسلم رقم (1904).