فيقيم في حد البلاد
أو في حد المملكة؛ من أجل أن يمنع تسلل العدو إلى داخل المملكة أو إلى داخل
البلاد، بلاد المسلمين، فهو بمثابة الحارس للمسلمين وبلادهم من أن يتسلل إليهم
الأعداء.
فهذا فيه: فضل عظيم، الرباط
في سبيل الله والمرابطة والمصابرة فيها فضل عظيم.
وجاء أن المرابط في
سبيل الله إذا مات في الرباط؛ أنه يَجري عليه أجره إلى يوم القيامة، وهو ميت.
والرباط ليس لوقته
حد، يرابط طويلاً أو قصيرًا، وكلما طالت المدة فهو أفضل؛ لِما يترتب على المرابطة
من حماية بلاد المسلمين ومنع العدو من الهجوم على المسلمين.
ويَدخل في ذلك الذين
يرابطون في الحدود لئلا يتسلل إلى بلاد المسلمين أسلحة أو يتسلل إليها مُخدِّرات،
فإن هذا يدخل في الرباط؛ لأن هذا من الجهاد في سبيل الله؛ لأنه لمنع العدو من أن
يتسلل بما يضر المسلمين.
ورباط يوم واحد خير
من الدنيا وما فيها، الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي رباط يوم في سبيل الله!!
فدل على: عِظم أجر المرابطة في سبيل الله، ولو قَلَّت المدة، فما بالك إذا كثُرت؟! ما بالك إذا مات في الرباط ودُفن؟! فإنه يستمر عمله وأجره إلى يوم القيامة.