وإذا ضَمِن الله
شيئًا، فإنه مُؤمَّن ولا يُخاف عليه، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا وَيُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِيمٗا﴾ [النساء: 40]، وقال تعالى: ﴿إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجۡرَ مَنۡ أَحۡسَنَ عَمَلًا﴾ [الكهف: 30]، وقال تعالى: ﴿وَلَا نُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [يوسف: 56].
فالله جل وعلا لا
يَضيع لديه عَمَلٌ صالح، مهما قَلَّ فإن الله يحفظه ويضاعفه لصاحبه.
فالذي يَخرج للجهاد
في سبيل الله بقصد خالص، لا يُخرجه إلاَّ نية الجهاد في سبيل الله، فهذا فيه:
إخلاص النية للجهاد في سبيل الله؛ كما أن النية يجب إخلاصها في جميع الأعمال.
قال صلى الله عليه
وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا
نَوَى: فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى
اللهِ وَرَسُولِهِ. وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ
امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ»([1])، الله يعامل العبد
بحَسَب نيته، ولا يخفى على الله نية العبد، مهما تظاهر بخلافها فإن الله يعلمها،
ويعامله بمقتضى نيته.
فهذا فيه: وجوب الإخلاص لله
في الجهاد وفي غيره، فإذا أخلص المجاهد النية لله عز وجل، خرج لإعلاء كلمة الله،
فإن الله تَكَفَّل له جل وعلا، «تَكَفَّل وضَمِن وانتدب» كلها ألفاظ يؤكد
بعضها بعضًا.
مع أن الله جل وعلا صادق الوعد لا يُخلف وعده، ولكن هذا من باب الحث والترغيب والتأكيد، أنه مَن خرج مجاهدًا في سبيل الله،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2069).