عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ
رَوْحَةٌ؛ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»([1]).
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه
قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ حُنَيْنٍ -
وَذَكَرَ قِصَّةً - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَتَلَ
قَتِيلاً لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ، فَلَهُ سَلَبُهُ» قَالَهُ ثَلاَثًا([2]).
*****
فمعناه: أن الغدوة - وهي
القتال في أول النهار -، أو الروحة - المرة من الرواح أو المرة من الغدو - خيرٌ
مما طلعت عليه الشمس، أي خيرٌ من الدنيا وما فيها، والشمس تطلع على ما في الدنيا
من الملاذ والشهوات والأموال والبساتين والأشجار والخيرات التي أودعها الله في
الدنيا، لكن هي لا تساوي شيئًا بالنسبة لأجر المجاهد في سبيل الله عز وجل، ولو كان
جهاده فترة يسيرة؛ غدوة أو روحة.
سبق هذا.
قوله: «عَنْ أَبِي
قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ
صلى الله عليه وسلم عَامَ حُنَيْنٍ»، وحُنَيْن وادٍ بين مكة والطائف،
قريب من الجعرانة، وادٍ معروف، وادي حُنَيْن.
وكان خروج النبي صلى الله عليه وسلم إليه بعد فتح مكة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة في رمضان، ولما عَلِمت هَوازن -وهم قبيلة كبيرة في الطائف وحوالي مكة - بانتصار الرسول صلى الله عليه وسلم على قريش، خافوا على أنفسهم أن يصل إليهم، فتجمعوا وجمعوا قوتهم، وأرادوا غزو النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يغزوهم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6568)، ومسلم رقم (1880).