×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

فلما عَلِم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، بادر بغزوهم، وسار إليهم صلى الله عليه وسلم بجنود كثيرة، تَزيد على عَشَرة آلاف، مع ما معهم من السلاح والعتاد. وكانت هَوازن قد جاءت برجالها ونسائها وأموالها إلى هذا الوادي.

فدارت المعركة، ودخل المسلمون في الوادي، وكانت الأعراب متحصنة في الجبال، فحصل على المسلمين في أول المعركة مضايقة، ونال منهم الكفار، ثم إنه تراجع المسلمون، فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجعوا إليه والتفوا حوله، وحملوا على العدو من جديد، فنَصَرهم الله عز وجل، وغنموا ما مع هوازن من الأموال التي جاءوا بها، والأولاد والنساء صارت غنيمة للمسلمين، فهم ساقوها غنيمة للمسلمين، من حيث يظنون أنها تشجعهم على القتال، فصارت غنيمة للمسلمين، غَنِم المسلمون أموالاً عظيمة، ونَصَر الله رسوله صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: ﴿لَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٖ وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَيۡ‍ٔٗا وَضَاقَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّيۡتُم مُّدۡبِرِينَ ٢٥ ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَا وَعَذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ [التوبة: 25- 26]، إلى آخر الآيات.

فالله أنزل الملائكة تُثَبِّت المؤمنين، وتُلقِي الرعب في قلوب الكافرين، فالملائكة ينزلون مع المسلمين للجهاد في سبيل الله؛ لتثبيت المسلمين وتقويتهم وإرهاب الكافرين، الله جل وعلا أَمَدَّ رسوله بجند من جنده، بجند المسلمين وبجند من السماء، فنَصَره الله على هذه الدولة


الشرح