×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

أو على هذه القبيلة القوية المتحصنة المدربة على القتال، نَصَرهم الله عليهم في النهاية وغنموا ما معهم.

فقَسَّم النبي صلى الله عليه وسلم المغانم، وقال: «مَنْ قَتَلَ قَتِيلاً لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ، فَلَهُ سَلَبُهُ»، والسَّلَب: هو ما مع المقاتل الكافر من الثياب والسلاح والدابة([1]). فهذه يأخذها مَن قَتَله ولا تَدخل في الغنيمة؛ تشجيعًا للمجاهدين في سبيل الله.

فيختص القاتل بسَلَب قتيله، بشرط أن يقيم البينة على أنه قتله، فإذا أقام البينة على أنه قتله فله سلب هذا القتيل، مع ما له في الغنيمة من نصيبٍ وقسمة. وهذا تشجيع على الجهاد في سبيل الله.

والقصة التي أشار إليها: هي أنه رأى رجلاً من الكفار تَغَلَّب على أحد الصحابة وأراد أن يقتله، فجاءه مِن خلفه، فضَرَبه ضربة قوية، ثم إن هذا الرجل الذي ضربه ضمه ضمة قوية، وكاد أن يقتله إلى أن أرخاه الموت، فانطلق منه هذا الصحابي، وظَفِر به وقتله، فالرسول صلى الله عليه وسلم أعطاه سَلَبه.


الشرح

([1]) انظر: العين (7/ 261)، وتهذيب اللغة (12/ 300)، ومقاييس اللغة (3/ 92)، ولسان العرب (1/ 471).