×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَيْنٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَهُوَ فِي سَفَرِ، فَجَلَسَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ يَتَحَدَّثُ، ثُمَّ انْفَتَلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اطْلُبُوهُ وَاقْتُلُوهُ» فَقَتَلْتُهُ، فَنَفَّلَنِي سَلَبَهُ([1]).

وَفِي رِوَايَةٍ: فَقَالَ: «مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ؟» فَقَالُوا: ابْنُ الأَكْوَعِ. فَقَالَ: «لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ»([2]).

*****

 هذا سلمة بن الأكوع رضي الله عنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المغازي، فجاء عين من المشركين - يعني: جاسوس من المشركين - ليَنقل أحوال المسلمين ويَرجع بها إلى العدو.

فسُمِّي الجاسوس عينًا؛ لأنه يَنظر بعينه، ينظر قوة المسلمين واستعدادهم، ويُقَدِّر ذلك، ثم يَرجع إلى قومه فيخبرهم؛ فيكون العدو على معرفة بحال المسلمين.

هذا هو الجاسوس، هذا إن كان حربيًّا، فإنه يُقتل؛ ولذلك أَمَر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله.

وإن كان الجاسوس مُعاهَدًا أو مُستأمَنًا أو ذِمِّيًّا، فإنه ينتقض عهده بذلك؛ لأن هذا خيانة.

فهذا فيه: دليل على أن الجاسوس يُقتل؛ دفعًا لشره ولآثار تجسسه عن المسلمين.

فذهب سلمة بن الأكوع رضي الله عنه يطلبه وقتله، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم سلبه، والسَّلَب عَرَفناه.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (3051).

([2]) أخرجه: مسلم رقم (1754).