×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً إِلَى نَجْدٍ، فَخَرَجَتُ فِيهَا، فَأَصَبْنَا إِبِلاً وَغَنَمًا، فَبَلَغَتْ سُهْمَانُنَا اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا، وَنَفَّلَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعِيرًا بَعِيرًا»([1]).

*****

قوله: «وَفِي رِوَايَةٍ: فَقَالَ: «مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ؟» فَقَالُوا: ابْنُ الأَكْوَعِ. فَقَالَ: «لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ»»، الرسول صلى الله عليه وسلم تَثَبَّت: مَن الذي قتله؟ فلما شهدوا أنه ابن الأكوع رضي الله عنه، أعطاه سلبه أجمع؛ يعني: جميع سلبه من الثياب والسلاح والدابة.

فهذا فيه: دليل على أنه إذا أقام القاتل بينة على قتله الكافر، أنه يُعْطَى سلبه. وهذا حُكْم باقٍ إلى أن تقوم الساعة.

 هذا حديث ابن عمر رضي الله عنهما؛ أن الرسول صلى الله عليه وسلم بَعَث سرية.

والسرية: هي القطعة من الجيش، تارة تكون سرية مستقلة تخرج من البلد، وتارة تكون سرية منفصلة من الجيش الغازي. فالسرية: هي القطعة من الجيش([2]). وكان فيها ابن عمر رضي الله عنهما.

«قِبَلَ نَجْدٍ» النَّجْد: هو المكان المرتفع، ومنه نجد العراق، ونجد اليمامة، المكان المرتفع.

والمنخفض: يقال له: التهام.

ونجد المدينة: هو العراق، والقَصيم، وما قبل ذلك، وليس هو نجد اليمامة، إنما هو العراق وما يليه.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (4338)، ومسلم رقم (1749) واللفظ له.

([2]) انظر: الصحاح (6/ 2375)، ولسان العرب (14/ 383).