وهذا الحديث فيه: أن الذي يُكَوِّن
الجيش من السرايا أو الجنود؛ هو إمام المسلمين، ولا تنطلق السرية بدون إذن الإمام.
وفيه: أن الغنيمة تكون
للمجاهدين، لمن حضر الوقعة من المجاهدين في سبيل الله.
وأن هذه الغنيمة كانت
إبلاً وغنمًا، فبلغ السهم الواحد لكل مجاهد من المجاهدين اثني عشر بعيرًا، هذا
سهمه من الغنيمة. ونَفَّله الرسول كل مجاهد زيادة على سهمه، أعطاهم بعيرًا بعيرًا.
والنفل: هو الزيادة.
فهذا يدل: على أن
السَّرِيَّة إذا كانت منبعثة من البلد فهي تنفرد بما غنمته وتُحْصَى القسمة فيهم.
وأما إن كانت
السَّرِيَّة منفصلة من الجيش خارج البلد، فإن السرية تشارك الجيش بما غنم الجيش،
والجيش يشارك السرية فيما غنمت؛ لأنهم جيش واحد وبعضهم رِدْء لبعض، فيتشاركون.
فهذه السرية - والله أعلم - الرسول صلى الله عليه وسلم بعثها من المدينة؛ فلذلك خصها بالغنيمة وقَسَّمها بينهم.