×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير ليأخذ منهم المساعدة - كما تعاهدوا على ذلك - على هذه الدِّيَة، ليدفعوا الإعانة التي التزموا بها على أنه إذا ناب المسلمين شيء أنهم يساعدونهم. فخرج صلى الله عليه وسلم بِناءً على العهد.

بينما هو صلى الله عليه وسلم جالس في مكان، جاءه جبريل، أخبره أن اليهود يتآمرون لقتله وأنهم ينتهزون فرصة وجوده بينهم، فهم يتآمرون لقتله.

فقام صلى الله عليه وسلم كأنه يريد قضاء حاجته، ثم إنه ذهب إلى المدينة، وأَمَر أصحابه أن يستعدوا لغزو بني النضير؛ لأنهم خانوا العهد.

وكانت بنو النضير قريبة من المدينة، ما تحتاج إلى خيل ولا إلى رواحل، فذهب المسلمون على أرجلهم، وحاصروا بني النضير في محلتهم، ثم إنهم نزلوا على الصلح، نزلوا على أن يجلوا من المدينة، ويتركوا ما عندهم من الأموال للمسلمين إلاَّ ما خف حمله، فيأخذونه معهم، فصالحهم صلى الله عليه وسلم على ذلك، وخرجوا من المدينة إلى بلاد الشام.

وأنزل الله في ذلك سورة الحشر: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَخۡرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن دِيَٰرِهِمۡ لِأَوَّلِ ٱلۡحَشۡرِۚ مَا ظَنَنتُمۡ أَن يَخۡرُجُواْۖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ [الحشر: 2]، إلى آخر السورة، هي في هذه القصة قصة بني النضير.

فالله جَعَل أموالهم خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم؛ فيئًا للرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن المسلمين لم يقاتلوا ولم يَخرجوا بالخيل والاستعداد.


الشرح