×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: «أَجْرَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَا ضُمِّرَ مِنَ الْخَيْلِ: مِنَ الْحَفْيَاءِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، وَأَجْرَى مَا لَمْ يُضَمَّرْ: مِنَ الثَّنِيَّةِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ». قَالَ ابْنُ عُمَرَ: «وَكُنْتُ فِيمَنْ أَجْرَى».

قَالَ سُفْيَانُ: مِنَ الْحَفْيَاءِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ خَمْسَةُ أَمْيَالٍ أَوْ سِتَّةٌ، وَمِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ مِيلٌ([1]).

*****

هذا الحديث فيه: إعداد العُدة للجهاد في سبيل الله.

ومن العُدة: إعداد الخيل للجهاد في سبيل الله.

قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعۡلَمُهُمۡۚ [الأنفال: 60].

فالخيل هي من أعظم أدوات الجهاد؛ لأن الخيل تَصلح في كل زمان ومكان، و«الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ»([2])؛ كما قال صلى الله عليه وسلم.

ولا أحد يستغني عن الخيل، حتى الذين عندهم مدرعات وطائرات، يستعملون الخيل في بعض الأحوال، فالخيل لا يُستغنى عنه.

وأيضًا: ربما يأتي وقت تتعطل هذه الأسلحة وهذه الصناعات، فيرجع الناس إلى الخيل؛ لأنها جَعَل الله فيها القوة وجَعَل فيها الهيبة.

فإعداد الخيل هذا أمر مستحب؛ لأنه من القوة التي أَمَر الله بإعدادها. هذه مسألة.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (2868)، ومسلم رقم (1870).

([2]) أخرجه: البخاري رقم (2850)، ومسلم رقم (1873).