المسألة الثانية: أن الخيل هذه
تُدَرَّب على الجهاد، ليس الأمر أنك تربط الخيل، وتجعلها عندك، وترفهها وتسمنها!
لا! تدربها على الجهاد، تدربها من أجل أنه إذا احتيج إليها فإذا هي متدربة، وذلك
بالسباق، بأن تستعملها في السباق والمضمار؛ حتى تعتاد الكَر والفَر.
فهذا الحديث فيه: أن الخيل تُدرَّب
للسباق.
وفيه: أنها قبل التدريب
تُضَمَّر. والتضمير معناه: أنها تُعْطَى العلف حتى تَسمن، ثم يُقلَّل عنها
العلف شيئًا فشيئًا حتى تَضمر؛ لأن الضامرة أقوى من السمينة ومن الشبعانة، فإذا
سُمنت بكثرة العلف، يُقلل عنها العلف شيئًا فشيئًا، حتى يَضمر جسمها وبطنها، وتصبح
خفيفة عند العَدْو. هذا هو التضمير.
الرسول صلى الله
عليه وسلم فَرَّق بين المُضَمَّر من الخيل وبين غير المُضَمَّر، بأن جعل مسافة
المُضَمَّر أطول لأنه أقوى على الجري، ومسافة غير المُضَمَّر قصيرة لأنه يتعبه
الجري الكثير.
ففي هذا: الرفق بالحيوان
وأنه لا يُكَلَّف ما لا يطيق، من الخيل وغيره.
وأما الأميال: فهي
جمع ميل.
والحفياء: اسم موضع.
وثَنِيَّة الوداع: جبل في شمالي المدينة، يمر من عنده الطريق إلى الشام وإلى تبوك، يصعد معه الطريق.