النوع الثالث: جهاد العصاة من
المسلمين، وذلك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر جهاد مع العصاة، وهو واجب، وهو من أفضل أنواع الجهاد.
النوع الرابع: جهاد المنافقين
الذين يُظهرون الإسلام ويُبطنون الكفر، ودائمًا يَسْعَون بالفساد في المجتمعات
الإسلامية، والتفريق بين المسلمين، والغِيبة والنميمة، وطرح العداوة بين المسلمين!
فيحتاجون إلى جهاد، ويُلْقُون الشبهات على دين المسلمين، وهم ينتسبون إلى الإسلام
خداعًا ومكرًا.
فهؤلاء يُجاهَدون
باللسان، بأن يُرَد على شبهاتهم وافتراءاتهم بالمشافهة أو بالقلم أو بالمحاورة أو
بالخطبة أو بالدروس، تُنْقَض شبهاتهم وتُدْحَض افتراءاتهم؛ حتى لا تَروج على
الناس. هذا من الجهاد في سبيل الله.
النوع الخامس: جهاد الكفار، وذلك
بقتالهم بعد دعوتهم إلى الله.
وهذا هو المقصود
بهذا الباب، جهاد الكفار لأجل إعلاء كلمة الله عز وجل ودحض الكفر. هذا هو الجهاد
في سبيل الله عز وجل.
والجهاد غلط فيه
الآن طائفتان من المسلمين:
الطائفة الأولى: التي تقول: إن
الإسلام ليس فيه قتال، وإنما هو دين محبة ومسالمة، ودين رفق... إلى آخِر ما
يقولون.
معناه: أن المسلمين يُذَلون أمام الكفار، ويستسلمون للذل والهوان، ولا يدافعون عن دينهم، ويقولون: دين الإسلام دين رحمة!!