×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

 «حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي حِلٌّ لِإِنَاثِهِمْ» ([1])، هذا في الدنيا، أما في الآخرة، فإن أهل الجنة يلبسون الحرير والإستبرق، ولهذا قال:﴿وَلِبَاسُهُمۡ فِيهَا حَرِيرٞ [فاطر: 33] وأمور الجنة غير أمور الدنيا؛ فالدنيا دار امتحان ودار ابتلاء ودار أمر ونهي، أما الجنة فإنها دار نعيم ودار سرور ودار حبور، ليس فيها أمر تكليف أو تحليل أو تحريم، كل ما فيها فإنه حلال لأهل الجنة جزاءً لهم على ما قدموه في الدنيا، ولما تركوا ما حرم الله عليهم في الدنيا أباح الله لهم ما في الجنة سبحانه وتعالى من الحرير ومن الذهب ومن الفضة، يتحلون به ويلبسونه ويأكلون بصحافه، ويشربون بآنيته جزاء لهم عند الله، أما الكفار الذين تمتعوا بالذهب والحرير في هذه الدنيا فإنهم في الآخرة يكونون في جهنم وما فيها من النكال والعذاب والسلاسل والأغلال والحميم - والعياذ بالله - والزقوم؛ لأنهم في هذه الدنيا خالفوا أوامر الله سبحانه وتعالى، وكفروا بالله وأشركوا بالله واستحلوا ما حرَّم الله عز وجل؛ فحُرموا من النعيم في الآخرة.

أمَّا أهل الإيمان فإنهم لما تقيدوا بأوامر الله ونواهيه تركوا ما حرم الله عليهم، وأخذوا ما أباح الله لهم وأدوا ما أوجب الله عليهم، فصار لهم النعيم والسرور التام يوم القيامة، وأبيحت لهم هذه الأمور التي كانت محرمة عليهم في الدنيا من باب الابتلاء والامتحان، فلما أطاعوا الله في هذه الدنيا ونجحوا في الامتحان حصلوا على النتيجة العظيمة وهي الجنة:﴿جَنَّٰتُ عَدۡنٖ [فاطر: 33]: جنات وليست جنة واحدة؛ لأن الجنة درجات بعضها فوق بعض، وهي جنات كثيرة:﴿جَنَّٰتُ عَدۡنٖ، والعدن معناه: الإقامة؛ لأنهم مقيمون فيها لا يرحلون عنها ولا يخافون


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4057)، وابن ماجه رقم (3595)، والطبراني في الكبير رقم (126).