دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٞ
فَأُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ
وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ﴾ [البقرة: 217]، فدل على أن من مات على الرِّدَّة فهو
خالد مخلد في النَّار مثل الكَافِر الأصلي، ودلت الآية على أن مَنْ تاب قبل أن
يموت تاب الله عليه، وهل ترجع إليه أعماله التي فعلها قبل الرِّدَّة أو يبدأ من
جديد؟
·
على قولين
للعلماء:
القول
الأَول: إنها ترجع إليه. وهذا هو الصَّحِيح، إنها ترجع إليه
أعماله الطيبة التي فعلها قبل الرِّدَّة لما تاب؛ لأن الله قَيَّدَ حبوطها بالموت
والرِّدَّة.
القول
الثَّاني: إنها لا ترجع إليه، ولكن يبدأ من جديد، فيعيد الحج إن
كان حج قبل الرِّدَّة؛ لأن حجه بَاطِل ويُعيد الوضوء إن كان توضأ قبل الرِّدَّة؛
لأن وضوءه بطل.
قوله:
«فكيف بمن وافقهم من غير قتال؟!» بل
كيف بمن جاء بهم وأغراهم بالمجيء وخدمهم ودلهم على عورات المُسْلمين؟
قوله:
«فإذا كان من وافقهم بعد أن قاتلوه، لا
عُذْرَ له، عرفت أن الذين يأتون إليهم ويسارعون في المُوافقَة لهم من غير خَوْف
ولا قتال، أنهم أولى بعدم العذر، وأنهم كفار مرتدون»، الذي يذهب إليهم ويجلبهم
على المُسْلمين، ويدعوهم لقتال المُسْلمين، ويساعدهم ويحملهم ويمولهم، هذا مرتد؛
لأنه ظاهر الكفَّار على المُسْلمين.
الصفحة 9 / 207