تهديد أحد؛ لأن الله هو حسبنا وكافينا، معتمدين
على الله جل وعلا: ﴿وَنِعۡمَ
ٱلۡوَكِيلُ﴾ [آل عمران: 173] الموكول
إليه الأمر.
فلما
بلغ الكفَّار صلابة المُسْلمين أصابهم الرُّعب وواصلوا السير إلى مكَّة، ولم
يراجعوا ﴿فَٱنقَلَبُواْ
بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ وَٱتَّبَعُواْ
رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِيمٍ﴾
[آل عمران: 174]، أي: رجع المُسلِمُون بنصر وأجر من ربهم.
ثم
قال: ﴿إِنَّمَا
ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ
إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾
[آل عمران: 175]، فهذا الخبر الذي بلغهم هو من الشَّيطَان ﴿يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ﴾
[آل عمران: 175] قيل المعنى: يخَوِّفكم بأوليائه وهم الكفَّار، وقيل: يخَوِّف
أَوليَاءه من المُنَافقِين؛ لأن المُنَافقِين أَوليَاء الشَّيطَان ﴿فَلَا
تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾
[آل عمران: 175]، وهذا الذي حصل من المُسْلمين أنهم لم يخشوهم وإنما خشوا من الله
سبحانه وتعالى.
هذا
هو الشاهد من الآية: أنه لا يَجُوز للمُسْلمين أن يخشوا الكفَّار، وإنما يخشون
الله سبحانه وتعالى ويعتمدون عليه.
الصفحة 9 / 207