×

 المُشْركين، وهَؤُلاءِ أطاعوا واختاروا أن يكونوا مع الأَعدَاء، بل هم الذين شجعوا الأَعدَاء على قتل المُسْلمين وغزو بِلاَد المُسْلمين، ولو تنزلنا وقلنا هَؤُلاءِ بغاة وليسوا كفارًا، فهم ساعدوا البغاة، والله جل وعلا أمرنا أن نقاتل البغاة.

قوله: «فهَؤُلاءِ أولى بالكُفْر والنَّار من الذين تركوا الهِجرَة شحًّا بالوطن»؛ لأن المُسْلمين الذين قُتلوا في بدر لم يسبوا المُسْلمين، ولا تكلموا في المُسْلمين، وهَؤُلاءِ يسبون المُسْلمين وينتقدونهم، ويمدحون أَعدَاءهم، فهم زادوا على هَؤُلاءِ.

قوله: «فإن قال قائل: هلا كان الإِكرَاه عذرًا -للذين قتلوا يوم بدر- على الخروج؟» هذا سؤالٌ واردٌ بلا شك، كيف أنهم صار عليهم هذا الوَعِيد وهم خَرجُوا مكرهين؟ أجاب الشَّيخ بقوله: «لا يكون عذرًا؛ لأنهم في أول الأَمر لم يكونوا معذورين؛ إذا أقاموا مع الكفَّار» فهم تسببوا فيما وقعوا فيه، ولو أنهم هاجروا مع إخوانهم لسلموا مما وقعوا فيه، قال الشَّيخ رحمه الله: «فلا يعذرون بعد ذلك بالإِكرَاه؛ لأنهم السَّبب في ذلك؛ حيث أقاموا مَعهُم وتركوا الهِجرَة» هذا هو الجَواب السديد عن هذا الإشكال.


الشرح