×

هذا دين اليَهُود والنَّصارَى، فاليَهُود كفروا بعِيسَى وكفروا بمُحمَّد صلى الله عليه وسلم، والنَّصارَى كفروا بمُحمَّد صلى الله عليه وسلم وغلوا في عِيسَى حتَّى جعلوه إلهًا يُعبد من دون الله، ويسمونه الرب والمخلص... إلى آخر ما يَقولُون في إذاعاتهم الآن، فإذا سمعت إذاعتهم التي يسمونها «صوت الإِنجِيل» أو «حول العالم»، تجد هذيانهم الذي ذكره الله في القُرْآن يكررونه الآن، ولم يتخلوا عنه: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ [المائدة: 73] ﴿إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۚ [المائدة: 17]، وأن المَسِيح ابن الله، تجد هذا يرددونه الآن ما أقلعوا عنه، فإذا كان هذا في اليَهُود والنَّصارَى قال تعَالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ [المائدة: 51] لا تتخذوهم أَوليَاء، مع أنهم أهل كتاب، فكيف بالمَجُوس، وكيف بعبدة الأَوثَان والمُشْركين، وكيف بعُبَّاد القُبُور؟ فهَؤُلاءِ أشد.

قوله: «فنهى سُبحَانَه المُؤْمِنين عن اتخاذ اليَهُود والنَّصارَى أَوليَاء»، أَوليَاء يعني: بالمحبَّة والنصرة.

قوله: «وأخبر أن من تولاهم من المُؤْمِنين» أي: أحبهم بقلبه أو ناصرهم على المُسْلمين «فهو منهم» يعني: كَافِر مثلهم، ويصير يهوديًّا أو نصرانيًّا، وهو يدعي أنه مسلم؛ لأن مِن نَواقِضِ الإِسْلام موالاة الكفَّار ومظاهرة الكفَّار على المُسْلمين.

قوله: «وهكذا حكم من تولَّى الكفَّار من المَجُوس وعباد الأَوثَان؛ فهو منهم» يعني: الذي يوالي المَجُوس يصير مَجُوسيًّا، والذي يُوالي عُبَّاد الأَوثَان يصير وثنيًّا مثلهم.


الشرح