×

قوله: «فإن جادل مجادل: في أن عِبَادَة القِبَاب، ودعاء الأَموَات مع الله ليْس بشِركٍ، وأن أهلها ليسوا بمشركين» كما يَقولُون الآن: هذا ليس شركًا، بل الشِّرك هو عِبَادَة الأَصنَام. فنقول لهم: عِبَادَة الأَصنَام نوع من أَنوَاع الشِّرك، وهناك أَنوَاع للشرك كَثِيرة، منها: عِبَادَة الأَوليَاء والصَّالِحين، وعِبَادَة الشَّيَاطِين والجن والمَلائكَة، وعِبَادَة الأَنبيَاء، وعِبَادَة الأَشجَار والأَحجَار، فالشِّرك يتنوع وليس هو عِبَادَة الأَصنَام فقط.

فإذا قال لك قائل: إن عِبَادَة القُبُور ليست بشرك. تقول له: فسر لي الشِّرك ما هو؟ فإن قال: الشِّرك عِبَادَة الأَصنَام. تقول: الرَّسُول بُعث إلى قوم متفرقين في عباداتهم: منهم من يعبد الأَصنَام، ومنهم من يعبد الحجر والشَّجر، ومنهم من يعبد المَلائكَة، ومنهم من يعبد الأَوليَاء والصَّالِحين، والرَّسُول قاتلهم ولم يفرِّق بين عابد الصَّنَم وعابد القبر، ولا عابد الصَّنَم وعابد الشَّجر. فقولك: إن الشِّرك عِبَادَة الأَصنَام فقط. هذا غلط يكذبه القُرْآن.

فإن قال: هَؤُلاءِ يعتقدون في هذه المعبودات أنها تدبر مع الله، وتخلق مع الله، وأنه ما اعتقد فيها ذلك، أنا أعتقد أنها وسائط بيني وبين الله وشفعاء.

تقول له: هذا كلام المُشْركين الأوائل قالوا: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزمر: 3]، ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يونس: 18]، ما الفرق بينك وبينهم؟ ليس بينكما فرق.


الشرح