العقوبة الأولى:
﴿أَن سَخِطَ ٱللَّهُ
عَلَيۡهِمۡ﴾ [المائدة: 80] يعني: غضب
عليهم، فهذا فيه أن الله يوصف بأنه يسخط ويغضب كما يليق بجلاله سبحانه وتعالى، فهو
سُبحَانَه يسخط، ويغضب، ويكره الأَعمَال الكُفْرية والشِّركية، ويكره أهلها
ويبغضهم ويسخط عليهم، فدل على أن محبتهم توجب غضب الله؛ لأن الواجب على المُؤْمِن
أن يُحب ما يُحبه الله، ويُبغض ما يُبغضه الله، فإذا أحب ما يبغضه الله وكره ما
يحبه الله فهذا دليلٌ على انحرافه عن الدِّين.
العقوبة
الثَّانية: ﴿وَفِي ٱلۡعَذَابِ هُمۡ خَٰلِدُونَ﴾ [المائدة: 80] أي: في النَّار باقون فيها بقاءً مؤبدًا،
ولا يبقى في العذَاب بقاءً مؤبدًا إلا الكَافِر؛ فدلَّ ذلك على أن هذا النوع من
المُوالاَة كفرٌ بالله عز وجل يوجب الخُلُود في النَّار.
ثم
قال جل وعلا: ﴿وَلَوۡ
كَانُواْ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلنَّبِيِّ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مَا ٱتَّخَذُوهُمۡ
أَوۡلِيَآءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ﴾
[المائدة: 81] أي: خارجون عن طاعة الله عز وجل وخارجون عن الإِيمَان؛ فدلّ على أن
موالاة الكفَّار تنافي الإِيمَان، وأنها علامةٌ على عدم الإِيمَان، وأن موالاة
الكفَّار فسق.
قوله:
«فذكر الله تعَالى أن موالاة الكفَّار
موجبة لسخط الله» هذه العقوبة الأولى، وقوله: «والخُلُود في العذَاب بمجرّدها» هذه العقوبة الثَّانية، «بمجردها» أي مجرد المُوالاَة.
قوله: «وإن كان الإِنْسَان خَائِفا» فلا يَجُوز
له أن يواليهم وإن كان خَائِفا منهم، إلاّ إذا أُكره فإنه يداريهم مُدارَاة بما
يدفع عنه الضَّرر