ولا يحبهم: ﴿لَّا يَتَّخِذِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ
أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَلَيۡسَ مِنَ ٱللَّهِ
فِي شَيۡءٍ إِلَّآ أَن تَتَّقُواْ مِنۡهُمۡ تُقَىٰةٗۗ﴾
[آل عمران: 28] هذا يسمى بالمُدارَاة، وهو دفع الضَّرر بما لا يخل بالدِّين لا
بمحبتهم في القلب وإنما بإِظهَار شيءٍ يدفع عنه الضَّرر، فيُظهر موافقتهم في أمر
من الأُمُور التي لا تجرح الدِّين والعَقِيدَة.
أما
مجرد الخَوْف فإنه لا يبيح المُوالاَة، بل الإِنْسَان يصبر على دينه ولا يوالي
الكفَّار ما لم يصل إلى حد الضَّرورَة؛ فيدفع الضَّرورَة بما ليس موالاةً ولا هو
من المساومة على الدِّين أو التَّنَازل عنه، بل بإِظهَار المُوافقَة في بَعْض
الأُمُور التي لا تمس الدِّين.
قوله:
«إلاّ من أكره بشرطه»، وهو كون قلبه
مطمئنًّا بالإِيمَان ل قوله: ﴿وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾ [النحل: 106]، وهذا الذي يُسمى بالمُدارَاة، وهو
إِظهَار شيء مما يدفع شرهم عنه مع اطمئنان قلبه بالإِيمَان، مع عدم تنازله عن شيء
من دينه.
قوله:
«فإذا اجتمع ذلك مع الكُفْر الصَّريح وهو
معاداة التَّوحِيد وأهله» إذا انضم إلى محبَّة الكفَّار في القلب إعانتهم على
المُسْلمين ومظاهرتهم على المُسْلمين فهذا ردَّة، وهذا مِن نَواقِضِ الإِسْلام،
إذا انضم بُغض الدِّين أو بغض شيء من الدِّين إلى موالاة الكفَّار فهذا نوع من
أَنوَاع الرِّدَّة عن الإِسْلام؛ كما قال تعَالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ
فَأَحۡبَطَ أَعۡمَٰلَهُمۡ﴾
[مُحمَّد: 9]، وقال: ﴿ذَٰلِكَ
بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ مَآ أَسۡخَطَ ٱللَّهَ وَكَرِهُواْ رِضۡوَٰنَهُۥ
فَأَحۡبَطَ أَعۡمَٰلَهُمۡ﴾
[مُحمَّد: 28].