قوله: «والمعاونة على زوال دَعْوة الله بالإِخلاَص،
وعلى تثبيت دَعْوة غيره» يشير الشَّيخ رحمه الله إلى ما حصل في وقته من أنّ
كَثِيرًا من أهل هذه البِلاَد من باديةٍ وحاضرة انضموا إلى أَعدَاء المُسْلمين،
فلما جاءت الجُّيُوش لمداهمة بِلاَد المُسْلمين انضم إليهم الأعراب وكَثِير من أهل
القرى والبوادي، وساعدوهم، ونقلوهم، وحملوا أسلحتهم، ودلوهم على الطَّريق، وهذا
بغضٌ للدَعْوة، وبُغض لهذا الدِّين، فإذا انضم إلى محبَّة الكفَّار كراهة
التَّوحِيد، وكراهة دِين الإِسْلام - فهذا هو الخطر العظيم، والرِّدَّة الصَّريحة.
وكَثِير
ممن ينادون اليوم بمُوافقَة الكفَّار يُبغضُون الدِّين، ويَقولُون: إنه غلوٌّ
وتطرف وتشدد. كما يكتبون في الصحف والمجلات أن التمسك بالدِّين - عندهم - تطرف
وغلو، وأنه يجب اجتثاثه، وتربية النَّاس على ضده، هذا ما ينادون به الآن، وهذه ردة
صريحة والعِيَاذ باللهِ؛ لأن هذا بغضٌ للدين.
ومنهم
من ينادي ويقول: غيّروا المناهج، ولا تذكروا فيها الشِّرك، ولا تذكروا الكُفْر،
ولا تقولوا: إنهم كفار أو مشركون، بل قولوا: غير مسلمين، ولا تقولوا: هَؤُلاءِ
منافقون، وغيّروا الخطاب الدِّيني. كذا يَقولُون.
وهذا خطرٌ عظيم وتحولٌ والعِيَاذ باللهِ، فإذا غيرتم مناهجكم حتَّى لا تَغضب الكفَّار، فهل تغيرون القُرْآن؟! مناهجنا هي ما في القُرْآن والسُّنَّة، فإن غيرنا - ولا حول ولا قوة إلاّ بالله - المقررات فلا نقدر أن نغير الكِتَاب والسنة؛ لأن هذا شيء ثابت ثبوت الجبال الرواسي ولا يمكن مقاومته.