قال تعَالى: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ﴾ [مُحمَّد: 38] فإذا تخلينا عن هذا يأتي الله بقومٍ
غيرنا، والله - سُبحَانَه - لا يُضيع دينه، بل يُقيِّض له أنصارًا وأعوانًا، لكن
الشأن بنا نَحْن ألاّ نضيع أنفسنا، والواجب أن نتمسك بديننا وبعقيدتنا، نعم لا
نتعدى على الكفَّار المعاهدين والمستأمنين والذِّمِّيين، بل نفي لهم بالعهد، ولا
نستحل دماءهم ولا أموالهم؛ لأن هذا من الوفَاء وليس هذا من المُوالاَة، وهذا مما
أمر به الدِّين.
فإذا
كانوا يَقولُون: إن هَؤُلاءِ الذين فجَّرُوا المباني وقتلوا الأبرياء، وفعلوا ما
فعلوا، بسبب الدِّين.
نقول:
كذبتم، ليس هذا بسبب الدِّين، وإنما هو بسبب الجَهل بالدِّين؛ لأن الدِّين لا يأمر
بهذا، بل الدِّين ينهى عن هذا، قال تعَالى: ﴿وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ إِذَا عَٰهَدتُّمۡ﴾ [النحل: 91]، وقال: ﴿وَإِنۡ أَحَدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ
فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ يَسۡمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبۡلِغۡهُ مَأۡمَنَهُۥۚ﴾ [التوبة: 6]، وقال: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوۡمٍ خِيَانَةٗ فَٱنۢبِذۡ
إِلَيۡهِمۡ عَلَىٰ سَوَآءٍۚ﴾
[الأنفال: 58] أي: أعلن لهم أولاً أنك ستنهي العهد الذي بينك وبينهم، ولا تفاجئهم
بنقض العهد، وقال: ﴿بَرَآءَةٞ
مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ١فَسِيحُواْ
فِي ٱلۡأَرۡضِ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ غَيۡرُ مُعۡجِزِي ٱللَّهِ
وَأَنَّ ٱللَّهَ مُخۡزِي ٱلۡكَٰفِرِينَ ٢﴾
[التوبة: 1، 2]، أعطاهم مهلة.
فما
يفعله هَؤُلاءِ هو غدر، والغدر ليس من الدِّين، ويبرأ منه الإِسْلام، لكن هَؤُلاءِ
إما أنهم جُهال لا يعرفون الدِّين، وإما أنهم يُبغضُون الدِّين، فاستغلوا الفرصة
وشنُّوها حربًا ضد الإِسْلام وضد الدِّين.