كما
يقوله أَعدَاء الإِسْلام، ويساعدهم في ذلك بَعْض المنتسبين إلى الإِسْلام،
ويَقولُون: هذا فعل المتدينين، وهذا هو الدِّين، وهذا هو التطرف والغلو،
ويَقولُون: ربُّوا أَولاَدكم على التساهل والتسامح مع الكفَّار، والتَّنَازل عن
العَقِيدَة.
يَقولُون
هذا الكَلام في هذه المسائل العظيمة التي يجب أن تُردّ إلى أَهل العِلْم، ولا
يتولى الكَلام فيها الجُهَّال والمتعالمون، قال تعَالى: ﴿وَإِذَا جَآءَهُمۡ أَمۡرٞ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ
أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ
مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ﴾ [النساء: 83]، فهذه الأُمُور العظيمة لا يتكلم فيها إلا
أَهل العِلْم وأهل الحل والعقد، ويصدرون فيها ما يناسب، ولا تكون حَدِيث
المَجالِس؛ لأن هذا يزيد الشر شرًّا، وليست هي من شأن كل واحد أن يتكلم فيها، أو
يؤلِّف فيها؛ لأنها أُمُور خطيرة جدًّا.
قوله
هنا: «والمُعاونة
على زوال دَعْوة الله بالإِخلاَص وعلى تثبيت دَعْوة غيره»، هذا قصد من أعان
الجُيُوش المُهاجمة لبِلاَد التَّوحِيد؛ قصدهم إزالة التَّوحِيد من البلد، ولكن
خيَّب الله ظنَّهم، فما زالت دَعْوة التَّوحِيد - ولله الحمد - في هذه البِلاَد
قائمةً، رغم ما حصل من الحروب ومجيء الجُيُوش الجرارة لتخريب البِلاَد، ﴿فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ
فَيَذۡهَبُ جُفَآءٗۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمۡكُثُ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ
كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ﴾
[الرعد: 17] بقيت دَعْوة التَّوحِيد؛ لأنها حقٌّ والحق يثبُت، وإن فعلوا ما فعلوا
من النَّكال والضَّرب والقتْل والتَّشرِيد، وإنما رجع كيدهم عليهم.
الصفحة 7 / 207