×

قوله: «وإزالة القحاب واللواط والمنكرات»، يعني: دور الزِّنَا ودور اللواط الموجودة في بِلاَد المهاجمين لأَهل التَّوحِيد، فقد كان هذا هو الواقع في الأمصار؛ لا يُؤمر بالمعروف، ولا يُنهى عن المنكر، وكان الشِّرك فيها ظاهرًا بالأَموَات والقُبُور، وبيوت البغاء واللواط فيها مفتوحة، نسأل الله العفو والعافية.

قوله: «فعرفوها وأقرّوا بها»، فهم مع علمهم بما في بِلاَد هَؤُلاءِ من هذه الأُمُور العظيمة والمنكرات الشنيعة، ساعدوهم على المُسْلمين وأدخلوهم بِلاَدهم الطاهرة النزيهة، وهم أصحاب عقيدة سليمة، وأهل إِيمَان وتوحيد، ورغم ذلك ساعدوا أَعدَاءهم عليهم.

وهذا موجود في القُرْآن العظيم، فالذي يساعدُ الكفَّار ينسلخ من القُرْآن؛ لأن القُرْآن ينهى عن مناصرة الكفَّار على المُسْلمين، وينهى عن مودة الكفَّار ومحبتهم في القُلُوب.

قوله: «فهم أولى بالانسلاخ من آيَات اللهِ والكُفْر والرِّدَّة من بَلْعَام أو هم مثله» وقد يكونون أشد منه؛ لأن القُرْآن هو أعظم الكتب، ومن انسلخ منه فإن انسلاخه يكون أعظم من انسلاخ بَلْعَام.


الشرح