×

 إِلَى ٱلۡأَرۡضِ [الأعراف: 176] لا يريد الرفعة والعزة ﴿وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُۚ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ ٱلۡكَلۡبِ إِن تَحۡمِلۡ عَلَيۡهِ يَلۡهَثۡ أَوۡ تَتۡرُكۡهُ يَلۡهَثۚ [الأعراف: 176]، والكلب دائمًا يلهث سواءٌ كان في الظل أو في حر الشَّمس أو كان يركض أو واقفًا، فشبّه الله جل وعلا هذا الرجل بالكلب، وهو أخس الحيوانات - والعِيَاذ باللهِ - مع أنه كان عالمًا عابدًا، لكن لما انسلخ من آيَات اللهِ وأطاع المُشْركين ودعا على أَوليَاء الله عاقبه الله جل وعلا.

فهذا دليل على أن من أطاع الكفَّار وساعدهم وأعانهم على المُسْلمين فإنه يكون مثل بَلْعَام بن بَاعُورَاء الذي انسلخ من آيَات اللهِ.

قوله: «وذكر في انسلاخه منها ما معناه أنه مظاهرةُ المُشْركين ومعاونتهم برأيه، والدُّعاء على مُوسَى عليه السلام ومن معه أن يردهم الله عن قومه» فدعاؤه على المُسْلمين وعلى نبي الله وكليم الله مُوسَى عليه السلام مظاهرة للمُشْركين، مع أنه لم يساعدهم بالفعل وإنما ساعدهم بالدُّعاء، وكل من انضم إلى الكفَّار ضد المُسْلمين بقولٍ أو فعلٍ، وساعد الكفَّار على هدم الإِسْلام، يكون مثل بَلْعَام، وما أكثر الذين ينادون بأصوات الكفَّار اليوم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

قوله: «هذا هو الواقع من هَؤُلاءِ المُرتَدِّين»، الذين كانوا في زمن المُؤَلِّف، الذين انضموا إلى الجُيُوش المهاجمة للمُسْلمين، وساعدوهم، وحملوهم، ودلّوهم على الطَّريق، ودلوهم على عورات المُسْلمين، فهذا ليس خاصًّا ببَلْعَام؛ بل كل من عرف الحق وانحاز إلى ضده وكان مع أهله يكون مثله، مثل بَلْعَام.


الشرح