×

فكان الإمام أحمد رحمه الله يرى أنه ما كان ينبغي لهَؤُلاءِ المحدثين والعُلمَاء وفيهم ابن معين أن يجيبوا المأمون في الظَّاهِر بمجرد التَّهديد؛ لأن الأَمر ما وصل إلى التعذيب وإنما هو تهديدٌ فقط، وكان يقول رحمه الله: «ما جاء وقت الرخصة إلى الآن». وقد شهد له يحيى بن معين رحمه الله بأنه أفقه من رأى في دين الله؛ حيث فرَّق بين التَّهديد بالتعذيب ووقوع التعذيب فعلاً؛ لأن عمارًا رضي الله عنه الذي يُحتج بقصته قد عُذِّبَ فعلاً ولم يُهدد فقط، فمجرد التَّهديد من غير تعذيب يُعدّ من الخَوْف، والخَوْف لا يبيح المُوافقَة للكفَّار فيما يطلبونه من المسلم مما فيه مساس بالدِّين، وهذا من دقة فقه الإمام أحمد؛ كما شهد له بذلك يحيى بن معين رحمه الله.


الشرح