×

 قال تعَالى: ﴿نَّحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ نَبَأَهُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّهُمۡ فِتۡيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمۡ وَزِدۡنَٰهُمۡ هُدٗى ١٣وَرَبَطۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ إِذۡ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَن نَّدۡعُوَاْ مِن دُونِهِۦٓ إِلَٰهٗاۖ لَّقَدۡ قُلۡنَآ إِذٗا شَطَطًا ١٤ [الكهف: 13- 14]، هذا إنكار على قومهم ﴿وَرَبَطۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ إِذۡ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَن نَّدۡعُوَاْ مِن دُونِهِۦٓ إِلَٰهٗاۖ لَّقَدۡ قُلۡنَآ إِذٗا شَطَطًا ١٤هَٰٓؤُلَآءِ قَوۡمُنَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةٗۖ لَّوۡلَا يَأۡتُونَ عَلَيۡهِم بِسُلۡطَٰنِۢ بَيِّنٖۖ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا ١٥ [الكهف: 14- 15] يعني: هلا يأتون عليهم ﴿بِسُلۡطَٰنِۢ بَيِّنٖۖ [الكهف: 15] يعني: حجة.

والمشرك ليس له حجة إلا التقليد، واتباع النَّاس على ما هم عليه، وليس ذلك حجة، إنما الحجة تقوم على التَّوحِيد وليست على الشِّرك، والمشرك ليس له إلا مجرد شبهات، ﴿فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا [الكهف: 15]، هذا كما في قوله: ﴿إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ [لقمان: 13]، فهم لما أشركوا بالله صاروا ظَلمة أعظم الظلم؛ لأنهم وضعوا العِبَادَة في غير موضعها، ﴿وَإِذِ ٱعۡتَزَلۡتُمُوهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ فَأۡوُۥٓاْ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ [الكهف: 16] اختاروا أن يذهبوا إلى كهفٍ يلجئون فيه ويختفون عن قومهم لئلا يخْرُجُوا في طلبهم.

انظر إلى شَبَهِ هذا بقصة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم في الهِجرَة لما اختفى هو وصاحبه في غار ثور، حتَّى انقطع طلب المُشْركين عنهم، فهَؤُلاءِ الفتية اختفوا في هذا الغار من أجل ألا يعثر عليهم الكفَّار، وبينما هم كذلك أصابهم النوم، ومَعهُم كلبهم أصابه النوم مثلهم وبقوا على هذا الحال


الشرح