×

 سنين لا يعلمها إلا الله عز وجل، والله يقلبهم ذات اليمين وذات الشمال لئلا تتأثر جنوبهم من طول المكث، وطالت شعورهم وطالت أظافرهم، قال تعَالى: ﴿لَوِ ٱطَّلَعۡتَ عَلَيۡهِمۡ لَوَلَّيۡتَ مِنۡهُمۡ فِرَارٗا وَلَمُلِئۡتَ مِنۡهُمۡ رُعۡبٗا [الكهف: 18]، يقول الله جل وعلا لنبينا مُحمَّد صلى الله عليه وسلم: لو اطلعت عليهم في الغار، وهم على هذه الحالة بعد السنين الطويلة وهم نيام والذي يراهم يحسبهم أيقاظًا، ﴿وَتَحۡسَبُهُمۡ أَيۡقَاظٗا وَهُمۡ رُقُودٞۚ [الكهف: 18] وهذا من آيَات اللهِ عز وجل.

ولما استيقظوا بعد مدة طويلة؛ كما قال تعَالى: ﴿وَلَبِثُواْ فِي كَهۡفِهِمۡ ثَلَٰثَ مِاْئَةٖ سِنِينَ وَٱزۡدَادُواْ تِسۡعٗا [الكهف: 25]، أو أكثر الله أعلم ﴿قُلِ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا لَبِثُواْۖ [الكهف: 26]، لما استيقظوا يحسبون أنهم ناموا أول النهار واستيقظوا في المساء، قالوا: ﴿لَبِثۡنَا يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمٖۚ [الكهف: 19]، ويحسبون أنهم في يومهم لا يزالون، ثم إنهم شعروا بالجوع فأرسلوا من يشتري لهم الطعام، وإذا بالبلد قد تغير، وأهله أسلموا، والملك أسلم، وأهل الكهف يظنون أن الجيل الأول لا زال باقيًا، فلما رأى أهل البلد هذا الشخص استغربوه، واستغربوا النقود التي معه؛ لأنها نقود قديمة، من ضرب السلطان الأول الذي مر عليه قرون، فلما أحس أنهم تنبهوا له هرب، فلما جاء إلى أصحابه وإذا هم قد قبض الله أرواحهم، وجاء النَّاس بأثره فوجدوهم موتى في الغار، وتشاوروا ماذا يصنعون بهم... كما في آخر القصة في الآية.

الشاهد: قولهم: ﴿إِنَّهُمۡ إِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ [الكهف: 20] يعني: ينتصروا عليكم ﴿يَرۡجُمُوكُمۡ [الكهف: 20] لأجل دينكم يريدون أن تعودوا إلى


الشرح