ملتهم، أي: يقتلوكم بالحجارة ﴿إِنَّهُمۡ إِن
يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ يَرۡجُمُوكُمۡ أَوۡ يُعِيدُوكُمۡ فِي مِلَّتِهِمۡ وَلَن
تُفۡلِحُوٓاْ إِذًا أَبَدٗا﴾
[الكهف: 20]، فإذا رجعتم إلى ملتهم بسبب التَّهديد وبسبب الضَّرب فلن تفلحوا إذن
أبدًا، فدلّ هذا على أنه لا يَجُوز للإِنْسَان أنه يَتنَازَل عن عقيدته في حالٍ من
الأَحوَال حتَّى ولو قُتل، أو حُرِّق، كما قال صلى الله عليه وسلم: «وَلاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَإِنْ
قُتِلْتَ وَحُرِّقْتَ» ([1])،
فالإِنْسَان لا يَتنَازَل عن دينه، أما كونه يترخص في الظَّاهِر عند الإِكرَاه هذا
شيء آخر، لكن لا يَجُوز له أن يَتنَازَل عن دينه إلى دين المُشْركين في حالٍ من
الأَحوَال، حتَّى ولو قُتل، كما في قصة الذي قرَّب ذبابًا للصنم وخلوا سبيله فدخل
النَّار؛ لأنه وافق الكفَّار على دينهم.
قوله:
«فذكر تعَالى عن أهل الكهف أنهم ذكروا عن
المُشْركين أنهم إن قهروكم وغلبوكم فهم بين أمرين: إما أن يرجموكم، أي: يقتلوكم
شرَّ قتلة بالرجم؛ وإما أن يعيدوكم في ملتهم ودينهم»، يعنى: أنتم بين أمرين:
إما أنهم يرجموكم فتموتون تحت الحجارة، أو أنهم يصرفونكم عن دينكم، فإن أطعتموهم
وانصرفتم عن الدِّين تركوكم، وكلا الأمرين صعب.
قوله: «وإن وافقتموهم على دينهم» يعني: في القلب بأن تنازلتم عن عقيدتكم.
([1]) أخرجه: ابن ماحة رقم (4034)، وأحمد رقم (22075).