×

قوله: «وإنما يدينون بالشِّرك للأعذار الثمانية التي ذكرها الله في كتابه، فلم يعذر بها أحدًا ولا ببَعْضها، قال: ﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ [التوبة: 24].

فذكر ثمانية أشياء قد تحمل بَعْض النَّاس على ترك الهِجرَة مع المُسْلمين، فيبقى في بلده مقيمًا على ماله، وبيته، وأَولاَده، وتجارته، وزوجته، ولا يهاجر، فالله جل وعلا هدّد من كانت هذه الأَشيَاء أحب إليه من الله ورسوله وجِهَاد في سبيله، قال تعَالى: ﴿فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ [التوبة: 24] وهو انتصار الحق وظهوره، وهلاك أَعدَاء الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، ﴿وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ [التوبة: 24] أي الخارجين عن طاعة الله عز وجل لا يهديهم عقوبةً لهم، فالله لا يضع الهداية إلا فيمن يستحقَّها، وهو الذي يرغب في الهداية ويطلبها، أما الذي لا يرغب في الهداية ولا يريدها فهذا يعاقبه الله بالحرمان؛ ولهذا قال: ﴿لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ [التوبة: 24]، فجعل الفسق علةً لعدم هداية الله لهم؛ لأنهم خارجون عن طاعة الله عز وجل.

وفي الآية دليل على أنه لا يُلام الإِنْسَان على محبَّة هذه الأَشيَاء لكنه إذا قدّم محبتها على محبَّة الله ورسوله فإنه يُلام.


الشرح