×

 أو أهله أو ماله، وهي شبهة من قديم الزمان، ولكنها شبهةٌ بَاطِلة هلك بسببها خلقٌ كَثِير في القديم والحَدِيث، والواجب على المسلم أن يثبت على دينه ولا يَتنَازَل عنه.

قوله: «ولم يعذرهم الله بذلك، وإلا فكَثِير منهم يعرفون الحق، ويعتقدونه بقُلُوبهم»؛ لأن العَقِيدَة بالقلب لا تكفي، ولا بُدَّ من ظهور ذلك على الأفعال والأقوال، أما إن كان يعتقد بقلبه الحق لكنه في الظَّاهِر يخالفه فهذا لا ينفعه ما في قلبه، والله جل وعلا يقول في المُشْركين: ﴿قَدۡ نَعۡلَمُ إِنَّهُۥ لَيَحۡزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَۖ فَإِنَّهُمۡ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ [الأنعام: 33].

وأبو طالب عم النَّبي صلى الله عليه وسلم اعْتَرَف أن الرَّسُول على حقٍّ وأن دعوته هي الحق، لكن منعه أن يتبعه على الحق الحمية على دين قومه ودين أبيه عبد المطلب، فصار من أهل النَّار والعِيَاذ باللهِ.

حتَّى أبو جهل يقول للعباس رضي الله عنه: كنا وأنتم كفرسي رهان، فاستبقنا المجد منذ حين، فلما تحاذت الركب قلتم مِنَّا نبي... أما رضيتم أنكم ذهبتم بالحجابة والندوة والسقاية واللواء والرفادة حتَّى جئتمونا وزعمتم بنبي منكم ([1]).

هذا الذي حملهم على الكُفْر والعِيَاذ باللهِ، وإلا فهم يعرفون أنه على حقٍّ.


الشرح

([1])أخرجه: الطبراني في ((الكبير)) (860).